ضمن فعالية برنامجها "كيف المعنوية" في منتزه الملك عبدالله البيئي، نظمت "جمعية فتاة الأحساء التنموية الخيرية" يوم الثلاثاء الثاني عشر من شهر يناير الجاري "ملتقى الصقارين"، بحضور ثلاثة من الصقارين هم: خالد بن محمد القحطاني، زيد بن عبيد الدوسري، ويتقدمهم الحاصل على المركز الأول في فئة "الشاهين" الصقار محمد بن عثمان القحطاني ..
خيمة "ملتقى الصقارين" المنصوبة وسط الفعالية قصدها هواة الصقور من محافظة الأحساء والإعلاميون، وبعد ما ثبت الصقارون ثلاثة أوكار لصقورهم أمام الخيمة بدأ الملتقى، الذي تناول فيه الصقارون الثلاثة نبذة تعريفية عن الصقور، وأنواعها، وأماكن بيعها، ومستلزماتها، وسلالاتها، وكيفية تربيتها وإطعامها والمشاركة بها في المحافل المحلية والدولية..
الصقار "محمد بن عثمان القحطاني" - الحاصل على المركز الأول في فئة "الشاهين"-، اطلق على صقره بكر، قام على تدريبه منذ كان فرخاً، وحصل على المركز الأول على مستوى المنطقة الشرقية، والمنطقة الشمالية في "الطلع"، ومتأهلاً، ينتظر النهائي بعد أسبوع ..
"القحطاني" أخذ مهنة "الصقارة" بالوراثة، فأعمامه صقارون واخواله كذلك، وحسب قوله لديه شغف لمهنة "الصقارة" ويمتلك إمكانية ترويض أي "صقر" عنيد، وأوضح "القحطاني" بأن التعامل مع "الصقر" وتربيته كالتعامل مع الطفل وتربيته، وحسب قوله بأن "الصقر" يفهم كالإنسان، ويضرب به المثل، فحينما يقال بأن فلان من الناس "صقر" أو لديه صقارة يقصد بأنه ذكي، نسبة لذكاء الصقر ..
وأضاف "القحطاني" بأن "الصقر" بعد ستة شهور تقوى عظامه ويبدأ تدريبه، وهناك أماكن مخصصة لتربية الصقور منها في منطقة حائل، والرياض، كما توجد مزارع إنتاج الصقور في المملكة، ومن المعروف أن تدريب الصقور يحتاج إلى صحراء شاسعة ولا يمكن تربيته في المدينة ..
وذكر "القحطاني" بأن الصقور تخضع لتدريبات صباحية ومسائية، منها تدريب جديد برز في ساحة هواة الصقور تستخدم فيه "طيارة الدرون"، وهي تقنية حديثة تستخدم لتعليق "الأكل" فيها وتحلق عالياً في السماء ويطلق الصقر نحوها، وذلك لرفع لياقة الصقر، كذلك هناك تدريب يطلق عليه "الملواح" ..
وأفاد "القحطاني" بأن هوية تربية "الصقور" في المملكة العربية السعودية انتعشت هذه السنة بالمسابقات والجوائز القيمة التي تفوق المليون ريال، وهذا مما يشجع هذا المهنة، وقد شارك "القحطاني" سابقاً في مسابقات خارج المملكة كالإمارات العربية المتحدة ..
وختم "القحطاني" حديثه معاتباً الجيل الجديد من هواة الصقور، ممن أخذوا مهنة تربية الصقور كبرستيج، وقال: المثل المعروف "اللي ما يعرف الصقر يشويه"، وينصح بإعطاء "الصقر" حقه في التربية والمداراة ..
وأوضح الصقار "زيد بن عبيد الدوسري" - خبرة دامت اثنى عشر سنة - إن للصقور مسميات تبدأ من فرخ، بكر، ثنو، قرناس أول، قرناس ثاني وثالث ورابع وهكذا، لكل عمر مسمى، وأن الصقر الذي رافقه في الملتقى يسمى "ثنو" ويبلغ من العمر اربع سنوات ..
وأفاد "الدوسري" بأن مشاركتهم في مسابقة حفر الباطن في اليوم الأول تمثلت في إطلاق حمامة وتركوا الصقر يلاحقها، وقد فاز بالمسابقة صقر "محمد بن عثمان القحطاني، وفي اليوم الثاني كان عنوان المسابقة "طلع" حيث يجلس الصقر على التكاية بدون برقع، وإذا لاحظ الفريسة ينطلق بنفسه لاصطيادها، وقد فاز بها صقر محمد بن عثمان القحطاني أيضا ..
وأفاد الصقار "خالد بن محمد القحطاني" – خبرة في تربية الصقور لعشر سنوات -، بأن تربية الصقور تبدأ منذ يكون فرخاً بالحبل، وتترك الفريسة لديه ليأكلها ويتذوق طعم الدم ويتعرف عليها ..
وقال "القحطاني" بانه في فصل الصيف يهيئ للصقر مكان معيشه بارد مكيف، يربط فيه من ثلاثة إلى أربعة شهور حتى "يقرنس" ويغير ريشه، ومع ظهور نجم سهيل تبدأ رحلة جديدة من التدريب، لذلك نجد أن هواة تربية الصقور يستبشرون بظهور نجم سهيل والأجواء الباردة، فأجواء الشتاء محببة لدى الصقور ..
وأضاف "القحطاني" بأنه خلال السنوات العشر الماضية ربى أكثر من صقر، وللصقور سوقها، وتعد تجارة الصقور رابحة، حيث تبدأ أسعار الصقور من ألفين إلى خمسين ألف ريال، ونصح "القحطاني" هواة تربية الصقور بالمحافظة على وزن الصقر، فذلك يساعده على الصيد والمشاركة في المسابقات ..
الجدير ذكره بأن الصقارين الثلاثة شاركوا في مسابقة في حفر الباطن، وذكروا بأن للصقارين مجالسهم المنتشرة في مناطق المملكة يجتمعون فيها ويتبادلون الخبرات والأخبار، ومن المشاكل التي تواجه الصقارين في المملكة هي ارتفاع أسعار بعض العلاجات محلياً في ظل جائحة كورونا .